فهرس الكتاب
الصفحة 468 من 683

وقد مر بنا وجه هذا الاقتران عند الكلام عن اسمه سبحانه (العزيز) فليرجع إليه، ويمكن القول هنا أن اتصاف الله سبحانه بأنه (غفار) للذنوب والسيئات فضل من الله ورحمة عظيمة للعباد، لأنه غني عن العالمين، لا ينتفع بالمغفرة لهم، لأنه سبحانه لا يضره كفرهم أصلاً، ولا يغفر لهم خوفًا منهم أيضًا، لأنه قوي عزيز، قد قهر كل شيء وغلبه، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وقد نبه الله عباده إلى هذا الأمر في القرآن الكريم عدة مرات، باقتران اسمه (الغفور) مع (العزيز) كقوله تعالى: {إِن اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28] ، وقوله: {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [الزمر: 5] ، فمع عزته وقهره، إلا أنه غفور رحيم.

ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (الغفور) باسمه سبحانه (العفو) :

وقد ورد ذلك في القرآن الكريم أربع مرات، ومن ذلك قوله سبحانه: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) } [النساء: 99] .

قال الغزالي:"العفو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه وإن الغفران ينبني عن الستر، والعفو ينبني عن المحو، والمحو أبلغ من الستر"أهـ (1) .

واجتماع الاسمين الكريمين فيه كمال آخر فهو سبحانه يمحو أثر التقصير نهائيًا حتى يعفو أثره.

(1) المقصد الأسنى ص 117.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام