فهرس الكتاب
الصفحة 443 من 683

وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"الودود هو المحب المحبوب بمعنى واد ومودود" (1) ، وقال أيضًا:"فهو الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليهم ودًا وإخلاصًا وإنابة من جميع الوجوه" (2) .

وقال أيضًا:"ولا تعادل محبة الله من أصفيائه محبة أخرى، لا في أصلها ولا في كيفيتها ولا في متعلقاتها وهذا هو الفرض، والواجب أن تكون محبة الله في قلب العبد سابقة لكل محبة عالية كل محبة وبقية المحاب تبعًا لها، ومحبة الله هي روح الأعمال، وجميع العبوديات الظاهرة والباطنة ناشئة عن محبة الله" (3) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الودود) :

أولاً: محبة الله - عز وجل - المحبة الحقيقية التي تثمر إخلاص العبودية له وحده وتقديم محابه سبحانه على ما سواها كما أنها تستلزم محبة من يحبه الله - عز وجل - وما يحبه، ويبغض من يبغضه وما يبغضه وهذه هي حقيقة الولاء والبراء.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

"وليس ما يستحق أن يكون هو المحبوب لذاته، المراد لذاته، المطلوب لذاته، المعبود لذاته، إلا الله. كما أنه ليس ما هو بنفسه مبدع خالق إلا الله، فكما أنه لا ربّ غيره، فلا إله إلا هو، فليس في المخلوقات ما يستقل بإبداع شيء حتى يكون ربًا له، ولكن ثمَّ أسباب متعاونة ولها فاعل هو سببها."

وكذلك ليس في المخلوقات ما هو مستحق لأن يكون المستقلّ بأن يكون هو المعبود المقصود المراد بجميع الأعمال، بل إذا استحق أن يُحب ويُراد، فإنما يراد لغيره، وله ما شاركه في أن يحب معه، وكلاهما يجب أن يحب لله، لا يُحب واحدٌ منهما لذاته، إذ ليست ذاته هي التي يحصل بها كمال النفوس وصلاحها وانتفاعها، إذا كانت هي الغاية المطلوبة ...

(1) الحق الواضح المبين ص 69.

(2) تفسير السعدي 5/ 631.

(3) الحق الواضح المبين ص 69 - 70.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام