فهرس الكتاب
الصفحة 442 من 683

وَوَدِدْتُ الشيء أوَدُّ، وهو من الأمنية.

قال الفرّاء: هذا أفضل الكلام، وقال بعضهم: وَدَدْتُ والفعل منه يَوَدُّ لا غير.

ذكر هذا في قوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ} [البقرة: 96] ، أي: يتمنى" (1) ."

وقال الجوهري:"ودِدْتُ الرجل أوَدُّه وُدًا، إذا أحببته، والوُدُّ والوَدُّ والوِدُّ: الموَدَّةُ، تقول: بوُدِّي أن يكون كذا."

والوَدُودُ المحبُّ" (2) ."

وقال الزجاج:" (الودود) يجوز أن يكون فعولاً بمعنى فاعل، ويجوز أن يكون فعولاً بمعنى مفعول" (3) .

وقال الراغب:"الودّ محبة الشيء وتمني كونه، ويستعمل في كل واحد من المعنيين، على أن التمني يتضمَّن معنى الوُد لأن التمني هو تشهي حصول ما تودُّه" (4) .

المعنى في حق الله تعالى:

قال ابن جرير رحمه لله تعالى:" (ودود) يقول: ذو محبةٍ لمن أناب وتاب إليه يوده ويحبه" (5) .

وقال في قوله: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} "يقول تعالى ذكره وهو ذو المغفرة لمن تاب إليه من ذنوبه، وذو المحبة له" (6) .

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

"أما (الودود) ففيه قولان:"

أحدهما: أنه بمعنى فاعل، وهو الذي يُحِبُّ أنبياءه ورسله وأولياءه وعباده المؤمنين.

والثاني: أنه بمعنى مودود، وهو المحبوب الذي يستحقُّ أن يُحَبَّ الحبَّ كلَّه، وأن يكون أحبَّ إلى العبد من سمعه وبصره وجميع محبوباته" (7) ."

وقال في نونيته:

"وهو الوَدُودَ يُحبِّهُمْ ويُحِبُّه أحبابُه والفضلُ للمنَّانِ"

وهو الذي جعل المحبة في قلو بِهم وجازاهم بحُبِّ ثانِ

هذا هو الإحسانُ حقّاً لا مُعَا وَضَة ولا لتَوَقُعِ الشُكْرانِ" (8) "

(1) اللسان 6/ 4793.

(2) الصحاح 2/ 549.

(3) تفسير الأسماء ص 52.

(4) المفردات ص 516.

(5) تفسير الطبري 12/ 64.

(6) نفس المصدر 30/ 89.

(7) جلاء الأفهام ص 447.

(8) الكافية الشافية: الأبيات (3296 - 3298) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام