ولهذا وجب التفريق بين الحب مع الله، والحب لله. الأول شرك والثاني إيمان.
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165] .
وقال: {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 24] .
فليس لأحد أن يحب شيئًا مع الله وأما الحبُّ لله فقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذا أنقذه الله منه، كما يكره أن يُلقى في النار) (1) " (2) ."
ثانيًا: قوة باعث الرجاء فيه وحده سبحانه وحسن الظن به، وعدم اليأس من روحه سبحانه ورحمته.
ثالثًا: الأنس به سبحانه والطمأنينة إلى ذكره، والتضرع إليه سبحانه وحلاوة مناجاته، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"فمن ظهر له اسم (الودود) مثلاً؛ وكشف له عن معاني هذا الاسم ولطفه وتعلُّقه بظاهر العبد وباطنه: كان الحال الحاصل له من حضرة هذا الاسم مناسبًا له، فكان حال اشتغال حبٍّ وشوقٍ ولذةِ لا أحلى منها، ولا أطيب؛ بحسب استغراقه في شهود معنى هذا الاسم وحظِّه من أثره ..."
(1) البخاري (21) .
(2) درء تعارض العقل والنقل 9/ 374 - 376 (باختصار) .