فهرس الكتاب
الصفحة 412 من 683

سادسًا: إن أعظم ما استجلب به رزق الله والبركة فيه تقوى الله - عز وجل - وطاعته قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 203] .

وقال عز وجل: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96] ، وقال سبحانه: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) } [الجن: 16] ، وليست العبرة بكثرة الرزق ولكن بالبركة فيه. وقد يحرم الله - عز وجل - عبده المؤمن شيئًا من الدنيا رحمة به ورفقًا ولطفًا.

ومادام أن الطاعة باب إلى الرزق والبركة فإن العكس صحيح أيضًا ذلك أن المعصية باب إلى نقص الرزق أو بركته أو كون الرزق بابًا للعاصي إلى النكد والشقاء.

قال - عز وجل: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) } [النحل: 112] .

وما دام الرزق بيد الله سبحانه فإنه يطلب منه وحده دون سواه فعندما ينقطع القطر من السماء فإنه يشرع الاستغاثة والاستعانة به وحده.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام