فهرس الكتاب
الصفحة 413 من 683

سابعًا: ينبغي للمؤمن الموحد أن يجعل أكبر همه السعي لنيل الرزق الأعظم والفضل الأكبر ألا وهو رضا الله سبحانه وجنته، فالجنة أعظم الرزق وأفضله وأكرمه قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِن اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) } [الحج: 58، 59] ، وقال - عز وجل: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) } [الطلاق: 11] ، فاللَّهم ارزقنا رضاك والجنة وأنت خير الرازقين.

ثامنًا: إيمان العبد باسمه سبحانه (الرزاق) يبعد عن القلب الشح والبخل؛ لأن الشعور بأن ما في اليد من رزق فهو من الله وحده وما في القلب من علم وهداية. فالمانُّ به سبحانه فهو رزقه وفضله، إن هذا الشعور يدفع بالمؤمن إلى التواضع والجود بما رزقه الله سبحانه من علم أو مال أو جاه في سبيل الله تعالى وإيصاله للمحتاجين إليه، فسعة الرزق ابتلاء من الله تعالى لعبده لينظر ما يفعل به ويختبر شكره، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ} [الأنعام: 165] ، وقال سبحانه: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) } [الحديد: 7] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام