وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم) (1) .
أما دلالته على اسمه سبحانه (الحكيم) فهذا بين من تفاوت أرزاق العباد، حيث جعل سبحانه بحكمته بعض عباده غنيًا وبعضهم فقيرًا، وبعضهم بين ذلك وله سبحانه الحكمة البالغة.
قال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) } [الإسراء: 30] .
وقال سبحانه: {* وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) } [الشورى: 27] .
خامسًا: المحبة العظيمة التي يثمرها هذا الاسم الكريم في قلوب أولياء الله عز وجل وأصفيائه، حيث مَنَّ عليهم بأعظم الرزق وأنفعه ألا وهو رزق العلم النافع، والعمل الصالح، والهداية إليه، والتقرب إليه، والأنس بطاعته، وسلوك الطريق الموصلة لمرضاته وجناته، وهذا هو الرزق على الحقيقة، أما رزق البهائم والكفار فهو منقطع ومنتهي ولذلك لما ذكر سبحانه فضله على العباد بعامة ذكر امتنانه على عباده الموحدين بالرزق الخاص في الدنيا بالإيمان وبالجنة في الآخرة، قال سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32] .
وقال سبحانه: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) } [الإسراء: 21] .
(1) البخاري (6099) ، مسلم (2804) .