فهرس الكتاب
الصفحة 410 من 683

وهي خطة المنافقين -كما تحكيها هذه الآية- لينفضَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه تحت وطأة الضيق والجوع!

وهي خطة الشيوعيين في حرمان المتدينين في بلادهم من بطاقات التموين، ليموتوا جوعًا أو يكفروا بالله، ويتركوا الصلاة!

وهي خطة غيرهم ممن يحاربون الدعوة إلى الله وحركة البعث الإسلامي في بلاد الإسلام، بالحصار والتجويع ومحاولة سد أسباب العمل والارتزاق ..

وهكذا يتوافى على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان، من قديم الزمان، إلى هذا الزمان .. ناسين الحقيقة البسيطة التي يذكرهم القرآن بها قبل ختام هذه الآية: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) } ...

ومن خزائن الله في السموات والأرض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم، فما أغباهم وأقل فقههم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين!

وهكذا يثبت الله المؤمنين ويقوي قلوبهم على مواجهة هذه الخطة اللئيمة والوسيلة الخسيسة التي يلجأ أعداء الله إليها في حربهم، ويطمئنهم إلى أن خزائن الله في السماوات والأرض هي خزائن الأرزاق للجميع" (1) ."

رابعًا: معرفة دلالة اسمه سبحانه (الرزاق) على أسمائه سبحانه (اللطيف، الحكيم، الرحيم) وغيرها من الأسماء الحسنى، حيث إن المتكفل بأرزاق جميع خلقه لا يمكن أن يكون إلا قادرًا مقتدرًا على فعل كل ما يشاء، وكونه سبحانه يعم برزقه حتى الكفرة والعصاة فهذا من عظيم لطفه ورحمته، قال تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) } [الشورى: 19] .

وقال سبحانه عن دعاء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في دعائه: {وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ} ... الآية

[البقرة: 126] .

(1) في ظلال القرآن 6/ 3579.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام