فهرس الكتاب
الصفحة 17 من 683

إياك والإلحاد فيها إنه كفر معاذ الله من كفران

وحقيقة الإلحاد فيها الميل بالإشراك والتعطيل والكفران) (1) 2)

ويقول في موطن آخر:"قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [الأعراف: 180] ."

والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها ويأخذوا بحظهم من عبوديتها. وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته فهو عليم يحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، وتر يحب الوتر، جميل يحب الجمال، عفو يحب العفو وأهله ، حيي يحب الحياء وأهله، بر يحب الأبرار، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم؛ فلمحبته سبحانه للتوبة والمغفرة والعفو والصفح خلق من يغفر له، ويتوب عليه ويعفو عنه وقدر عليه ما يقتضي وقوع المكروه والمبغوض له ليترتب عليه المحبوب له المرضي له فتوسطه كتوسط الأسباب المكروهة المفضية إلى المحبوب" (2) 1)."

ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عند تفسير آية الأعراف:"هذا بيان، لعظيم جلاله، وسعة أوصافه، بأن له الأسماء الحسنى، أي: له كل اسم حسن."

وضابطه: أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى؛ فإنها لو دلت على غير صفة، بل كانت علمًا محضًا، لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صفة، ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى. فكل اسم من أسمائه، دال على جميع الصفة، التي اشتق منها، مستغرق لجميع معناها. وذلك نحو:"العليم"الدال على أن له علمًا محيطًا عامًا لجميع الأشياء فلا يخرج عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. و"الرحيم"الدال على أن له رحمة عظيمة، واسعة لكل شيء. و"القدير"الدال على أن له قدرة عامة، لا يعجزها شيء، ونحو ذلك.

(1) شرح قصيدة ابن القيم 2/251.

(2) بدائع التفسير 2/ 316.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام