وقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [3]
(1) الإجمالي، وتفصيلاً في التفصيلي». انتهى.
وفيه: قرب الجنة والنار، والجمع بين قربهما في حديث واحد، وأنه من لقيه لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار ولو كان من أعبد الناس.
وفيه: تفسير لا إله إلا الله كما ذكره البخاري، وفضيلة من سلم من الشرك. قاله المصنف رحمه الله تعالى.
(2) قوله: «باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله» لما ذكر المصنف التوحيد وفضله وثواب من حقّقه، وما يوجب الخوف من ضده وهو الشرك، ذكر في هذه الترجمة أنه لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه، بل يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، كما هو سبيل المرسلين وأتباعهم، كما قال الحسن البصري لما تلا قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] فقال: هذا حبيب الله، هذا وليُّ الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحاً في إجابته {وقال: إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، هذا خليفة الله.
(3) قوله: «وقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] » .
قال ابن جرير [التفسير 16/ 291] : «يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم: {قُلْ} يا محمد {هَذِهِ} الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته: سبيلي وطريقتي ودعوتي، {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} وحده لا شريك له، {عَلَى بَصِيرَةٍ} بذلك ويقين وعلم مني به أنا، ويدعو إليه على بصيرة أيضاً من اتبعني وصدقني وآمن بي. قلت: وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة، وسبحان الله.
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: {قُلْ} تنزيهاً لله تعالى وتعظيماً له من أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه في سلطانه {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يقول: أنا برئ من أهل الشرك به لست منهم ولا هم مني». انتهى.