فهرس الكتاب
الصفحة 256 من 358

41 -باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [1] [النحل:83] .

قال مجاهد ما معناه: هو قولُ الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.

(1) قوله: «باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} ترجم المصنف رحمه الله تعالى بهذه الآية من سور النحل المسماة سورة النعم ليبيّن أن إنكار النعمة بعد معرفتها كفر كنسبة النعمة إلى غير المنعم بها وهو من الشرك الخفي المنافي لكمال التوحيد. وقد اختلف المفسرون في المراد بالنعمة، فذكر عن سفيان عن السدي يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، قال: محمد - صلى الله عليه وسلم -. ذكره ابن جرير.

ولا شك أن بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم نعمة أنعم الله بها على أهل الأرض، قال شيخ الإسلام: «فبمحمدٍ تبيَّن الكفر من الإيمان، والربح من الخسران، والهدى من الضلال، والنجاة من الوبال، والغيّ من الرشاد، والزيغ من السداد، وأهل الجنة من أهل النار، والمتقون من الفجار، وسبيل من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من سبيل المغضوب عليهم والضالين. فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به واتّباعه منها إلى الطعام والشراب، فإن هذا إن فات حصل الموت في الدنيا، وذاك إذا فات حصل العذاب، فحق على كل أحد بذل جهده ما استطاع في معرفة ما جاء به وطاعته؛ إذ هذا طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم» . انتهى. وقال مجاهد في الآية: «النعمة هي المساكن والأنعام وسرابيل الثياب والحديد يعرفه كفار قريش ثم ينكرونه بأن يقولوا هذا كان لآبائنا وورثانه عنهم» . رواه ابن جرير وابن أبي حاتم واختار هذا القول ابن جرير، واختار غيره أن الآية تعم ما ذكر العلماء في معناها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام