وقال إبراهيم [1] : كانوا يضربوننا على الشهادة والعهدِ ونحن صغار.
63 -باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه - صلى الله عليه وسلم - [2]
(1) أحدهم يمينه، ويمينه شهادته» *. إشارة إلى التسارع في الشهادة واليمين، وهذه حال من صرف رغبته إلى الدنيا ونسي المعاد فخف أمر الشهادة واليمين عنده تحملاً وأداءً لقلة خوفه من الله وعدم مبالاته بذلك، وهذا عَلَم من أعلام النبوة، فإنه قد وجد ذلك كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: «وقال إبراهيم» هو ابن يزيد النخعي: «كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار» . قوله: «كانوا» الظاهر أن مراده أصحاب عبدالله بن مسعود كما هي عادة إبراهيم في النقل عنهم. قاله في «إبطال التنديد» **.
قلت: ولا وجه لتخصيص كلام إبراهيم بأصحاب عبدالله بن مسعود بل كان هذا حال السلف في تربية أولادهم؛ لأنهم إذا اعتادوا ذلك في حال الصغر أدى ذلك إلى التساهل في ذلك في حال الكبر، وكانت هذه حالة السلف الصالح محافظة على أولادهم لا يتركون شيئاً مما يكره إلا أنكروه على الصغار وأدّبوهم عليه. وفيه: كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد. قاله المصنف رحمه الله تعالى.
* أخرجه البخاري (2652) و (3651) و (6451) و (6429) و (6658) .
** (ص/302) .
(2) قوله: «باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه - صلى الله عليه وسلم -» أي من الأدلة على وجوب الوفاء بها وإتمامها إذا عُقدت لأحد، والذمة: العهد.