فهرس الكتاب
الصفحة 155 من 358

23 -باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان [1]

وقول الله تعالى: أَلَمْ تَرَ [2]

(1) قوله: «باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان» أراد المصنف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة الردّ على عباد القبور الذين يفعلون الشرك ويقولون: إنه لا يقع في هذه الأمة المحمدية شرك وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

(2) قوله: «وقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ} يا محمد {إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} أي: أعطوا حظاً من العلم {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قال عمر بن الخطاب: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وكذا قال ابن عباس وأبوالعالية ومجاهد والحسن وغيرهم. وعن ابن عباس: الجبت الكاهن. وعن مجاهد: كعب بن الأشرف. قال الجوهري: الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك.

قوله: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلا وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلا} وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: لما قدم كعب بن الأشرف اليهودي مكة قالت قريش: ألا ترى إلى هذا الصبي المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة والسقاية. قال: أنتم خير. فنزل فيهم {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} [الكوثر:3] ، ونزل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} .. إلى قوله .. {نَصِيرًا} . وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة نحوه.

وفيه: معرفة تفسير آية النساء. ومعرفة الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع هل هو اعتقاد قلب أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها، وقولهم: إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلاً من المؤمنين. ومنها: وهي المقصود بالترجمة أن هذا لابد أن يُوجد في هذه الأمة كما تقرر في حديث أبي سعيد. قاله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام