فهرس الكتاب
الصفحة 119 من 358

17 -باب الشفاعة [1]

(1) قوله: «باب الشفاعة» : الشفاعة هي إعانة الطالب والمشفوع إليه في المطلوب حتى يصير كل منهما معه شفعاً بعد أن كان وتراً، فكل من أعان غيره على أمر فقد شفعه فيه، فإن أعنتَ على بر وتقوى كانت شفاعة حسنة، وإن أعنتَ على إثم وعدوان كانت شفاعة سيئة. والبر ما أُمرتَ به، والإثم ما نُهيتَ عنه، والله تعالى وتر لا يشفعه أحدٌ، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فالأمر كله إليه وحده لا شريك له بوجه.

قال شيخ الإسلام رحمه الله [الفتاوى 14/ 414] : «والشفاعة سببٌ من الأسباب التي يرحم الله بها من يرحم من عباده، وأحق الناس برحمته أهل التوحيد والإخلاص له، فكل من كان أكمل في تحقيق إخلاص «لا إله إلا الله» علماً وعقيدة وعملاً وبراءة وموالاة ومعاداة كان أحق بالرحمة». قال: «وأحاديث الشفاعة كثيرة متواترة في الصحيحين والسنن والمسانيد» . انتهى.

* وشروطها: إذنه تعالى للشافع، ورضاه عن المشفوع فيه.

* ومانعها: الشرك بالله.

* ومستحقها: الموحِّد.

* والمالك لها: هو الله عز وجل.

* وأنواعها: ستة. فيما ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله:

الأول: الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولي العزم من الرسل حتى تنتهي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي الشفاعة لإراحتهم من موقف القيامة، وهذه خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يشركه فيها أحد.

الثاني: شفاعته لأهل الجنة في دخولها.

الثالث: شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار فيشفع لهم أن لا يدخلوها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام