فهرس الكتاب
الصفحة 85 من 358

10 -باب ما جاء في الذبح لغير الله [1]

وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ} الآية [2] [الأنعام:162 - 163] .

(1) قوله: «باب ما جاء في الذبح لغير الله» أي من النهي الأكيد والوعيد الشديد، وأنه شرك ينافي التوحيد.

(2) قوله: «وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ} أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره: إن صلاتي يشمل الفرائض والنوافل والصلوات كلها عبادة، وقد اشتملت الصلاة على نوعي الدعاء: دعاء المسألة ودعاء العبادة، فما كان فيها من السؤال والطلب فهو دعاء مسألة، وما كان فيها من الحمد والثناء والتسبيح والركوع والسجود وغير ذلك من الأركان والواجبات فهو دعاء عبادة، وهذا هو التحقيق في تسميتها صلاة؛ لأنها اشتملت على نوعي الدعاء الذي هو صلاة لغة وشرعاً. قاله شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.

قوله: {وَنُسُكِي} قال سعيد بن جبير: أي ذبحي. وقال مجاهد: النسك الذبح في الحج والعمرة.

قوله: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} أي ما آتيه في حياتي وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح {لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} خالصاً لوجهه لا شريك له في شيء من ذلك ولا في غيره من أنواع العبادة، فالصلاة أجلّ العبادات البدنية، والنسك أجلّ العبادات المالية.

قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} قال قتادة: من هذه الأمة؛ لأن إسلام كل نبي متقدم على إسلام أمته. ووجه مطابقة الآية للترجمة أن الله تعالى تعبّد عباده بأن يتقربوا إليه بالنسك كما تعبّدهم بالصلاة وغيرها من أنواع العبادات وأمرهم أن يخلصوا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام