فهرس الكتاب
الصفحة 143 من 358

ما جاء أن الغُلُوّ في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تُعبَد من دون الله [1]

(1) قوله: «باب ما جاء أن الغُلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تُعبد من دون الله» الغلو هو: مجاوزة الحد في التعظيم بالقول والفعل والاعتقاد. «روى مالك في الموطأ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد، اشتدَّ غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» * مالك هو: الإمام أبوعبدالله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة، وأحد المتقنين للحديث حتى قال البخاري: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر. حكى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية إجماع أهل الإسلام الخاص منهم والعام على تعظيمه، وقال: بل لم يكن في وقته مثله، وقد روى الترمذي وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يوشك أن يضرب الناس من أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون أعلَم من عالم المدينة» **، قال غير واحد: كانوا يرونه مالك بن أنس، مات سنة تسع وسبعين ومائة، وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقيل أربع وتسعين. قال الواقدي: بلغ تسعين سنة. وهذا الحديث رواه مالك في الموطأ مرسلاً عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم به ولم يذكر عطاء، ورواه البزار عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً وله شاهد عند الإمام أحمد بسنده عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه «اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ، وفي «القِرَى» للطبري المالكي عن مالك أنه كره أن يقول زرتُ قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلّل ذلك بقوله - صلى الله عليه وسلم: «اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد» الحديث. كره إضافة هذا اللفظ إلى القبر لئلا يقع

* تقدم تخريجه (ص/50) .

** أخرجه الترمذي (2820) وقال: حسن صحيح، وأحمد (13/ 358 - ط. الرسالة) ، والحاكم (1/ 90) ، قال الذهبي: حديث نظيف الإسناد، غريب المتن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (1228) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام