فهرس الكتاب
الصفحة 209 من 358

31 -باب قول الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} الآية [1]

(1) قوله: «باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} الآية لما كانت محبة الله سبحانه هي أصل دين الإسلام فبكمالها يكمل وبنقصها ينقص توحيد العبد، نبَّه المصنف رحمه على ذلك بهذه الترجمة بالآية. قاله في «فتح المجيد» *.

قال ابن كثير في الآية [التفسير 1/ 480] : «يذكر تعالى حال المشركين في الدنيا وما لهم في الآخرة من العذاب والنكال حيث جعلوا لله أنداداً أي أمثالاً ونظراء يحبونهم كحب الله، أي ساوونهم بالله في المحبة والتعظيم» . انتهى. وهذا اختيار شيخ الإسلام في الآية، ثم بيَّن تعالى أن محبة المؤمنين لله أشد من محبة أصحاب الأنداد لأندادهم وإنما ذُمُّوا بأن شركوا بين الله وبين أندادهم في المحبة ولم يخلصوها كمحبة المؤمنين له كما أخبر الله عنهم وهم في النار، وأنهم يقولون لآلهتهم وأندادهم وهي محضرة معهم في العذاب {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 97 - 98] ، ومعلوم أنهم ما سوّوَهم به في الخلق والربوبية وإنما سوّوهم به في المحبة والتعظيم.

وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:31] ، وهذه تُسمَّى آية المحنة، قال بعض السلف: «ادّعى قومٌ محبة الله فأنزل الله تعالى آية المحنة {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} إشارة على دليل المحبة وثمرتها وفائدتها. فدليلها وعلامتها: اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفائدتها وثمرتها: محبة المرسِل إليكم، فما لم تحصل منكم المتابعة فمحبتكم له غير حاصلة، ومحبته لكم منتفية. ومن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام