أخرجاه في الصحيحين [1] .
2 -باب فضل التوحيد [2] وما يُكفِّر من الذنوب [3]
(1) سعة رحمة الله. قاله المصنف رحمه الله.
قوله: «أخرجاه» * أي: البخاري، وهو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي مولاهم، الحافظ، صاحب: الصحيح والتاريخ والأدب المفرد، روى عن الإمام أحمد والحميدي وابن المديني وغيرهم، وعنه مسلم والنسائي والترمذي والفربري راوي الصحيح، ولد سنة أربع وتسعين ومائة، ومات سنة ست وخمسين ومائتين. ومسلم: هو ابن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري صاحب الصحيح والعلل والوحدان، روى عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة وابن أبي شيبة وطبقتهم وعن البخاري، وعنه: الترمذي وإبراهيم بن محمد بن سفيان راوي الصحيح، ولد سنة أربع ومائتين** ومات سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور. رحمهما الله تعالى. ...
* أخرجه البخاري (2856) و (6267) و (6500) و (7373) ، ومسلم (30) .
** وفي كثير من المصادر ولد سنة 206هـ.
(2) قوله: «باب فضل التوحيد» إنما بُوِّبت الكتبُ ليكون أنشط للطالب إذا ختم باباً وشرع في آخر، وأبعث لهمّته، كالمراحل التي يطلبها المسافر ليرتاح عندها، ولذا كان القرآن سوراً؛ ولأنه أسهل في وجدان المسائل وأَدعَى لحسن الترتيب، وسُميت الأبواب تراجم؛ لأنها تترجم عما بعدها أي تبيِّنه بوجه إجمالي، ومنه الترجمان.
لما ذكر الشيخ رحمه الله التوحيد ناسب أن يذكر فضله ترغيباً فيه، والمراد بالتوحيد توحيد العبادة. قاله في «قرة العيون» *.
(3) قوله: «وما يكفِّر من الذنوب» يحتمل أن تكون ما موصولة والعائد محذوف، أي: وبيان الذي يكفره من الذنوب، وأن تكون مصدرية، أي: وتكفيره الذنوب، وهذا أظهر؛ لأن كونها موصولة يُوهمُ أنَّ هناك ذنوباً لا يكفّرها التوحيد، وهذا ليس بمراد.