فقال: لو أنفقتَ مثلَ أُحُد ذهباً ما قَبِله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، ولو مُت على غير هذا لكنتَ من أهل النار. قال: فأتيتُ عبدالله بن مسعود وحُذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت، فكلُّهم حدثني بمثل ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. حديث صحيح، رواه الحاكم في صحيحه.
61 -باب ما جاء في المصورين [1]
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - [2] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: ومَنْ أظلمُ ممن ذهبَ يخلُق كخلقي [3] ، فليخلُقُوا ذرَّة، أو ليخلُقُوا حبَّة، أو ليخلقوا شَعِيرةً» أخرجاه.
(1) قوله: «باب ما جاء في المصورين» أي من الوعيد.
(2) قوله: «عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: ومَنْ أظلمُ ممن ذهبَ يخلُق كخلقي، فليخلُقُوا ذرَّة، أو ليخلُقُوا حبَّة، أو ليخلقوا شعيرة» أخرجاه*. هذا من الأحاديث القدسية التي يرويها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عن ربه تبارك وتعالى.
(3) قوله: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي» فلا أظلم من المصورين الذين عملوا صوراً تشبه خلق الله عز وجل؛ لأنه تعالى هو الخالق البارئ المصور وهم بعملهم قد نازعوه في أسمائه، وتشبهوا به في صفات ربوبيته حيث عملوا ما يضاهي خلقه، ولذا تحدَّاهم تعالى بقوله: «فليخلقوا ذرة» فيها روح تتصرف بنفسها كمثل ما خلق الله من ذوات الأرواح، «أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شَعِيرةً» مثل ما خلق الله من النباتات التي تُزرع وتنمو وتحيا بالماء، فإن للنبات حياة تخصه وهي النمو والزيادة كما للحيوان حياة تخصه وهي النمو والحركة، فنبَّه بالذرة والحبة والشعيرة على ما هو أعظم منها وأكبر، فإنهم لا يستطيعون ذلك بل هم عاجزون عنه.
وقوله: «أخرجاه» أي البخاري ومسلم.