55 -باب لا يُرد من سأل بالله [1]
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من سأل بالله فأعطوه [2] ومن استعاذ بالله فأعيذوه [3] ،
(1) قوله: «باب لا يُرد من سأل بالله» أي إعظاماً وإجلالاً لله تعالى أن يُسأل به في شيء ولا يجاب السائل إلى سؤاله ومطلوبه. قاله في «الشرح» *، أي إن رده مكروه أو محرم إذا كان المطلوب ليس محرماً ولا مكروهاً؛ لأن رده دليل على عدم إعظام الله.
(2) قوله: «عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من سأل بالله فأعطوه» ** أي إذا قال السائل أسألك بالله. قال شيخ الإسلام: «وإذا قال السائل أسألك بالله فإنما سأله بإيمانه بالله، وذلك سبب لإعطاء من سأله به» . وفيه: إعطاء من سأل بالله. قاله المصنف.
وقد جاء الوعيد على منع من سُئل بالله أو بوجه الله ثم منع سائله. قال في «فتح المجيد» ***: «ظاهر الحديث النهي عن ردِّ السائل إذا سأل بالله، لكن هذا العموم يحتاج إلى تفصيل، فيجب إذا سأل السائل ما لَهُ فيه حَقٌّ كبيت المال أن يُجاب، فيُعطى منه على قدر حاجته وما يستحقه وجوباً، وكذلك إذا سأل المحتاج من في ماله فضل فيجب أن يعطيه على قدر حالة المسؤول ما لا يضر بعائلته، وإن كان مضطراً وجب أن يعطيه ما يدفع ضرورته» . انتهى.
(3) قوله: «ومن استعاذ بالله فأعيذوه» أي: تعظيماً لله وتقرباً إليه.
وفيه: إعاذة من استعاذ بالله. قاله المصنف. ولهذا لما استعاذت منه الجونية
* ... (ص/570) .
** أخرجه أبوداود (1763، 5109) ، والنسائي (5/ 82) وأحمد (2/ 68، 99، 127) ، وصححه الألباني في الصحيحة (254) .