فهرس الكتاب
الصفحة 233 من 358

وإن الله تعالى إذا أحبّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» حسنه الترمذي.

36 -باب ما جاء في الرياء [1]

وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [2]

(1) قوله: «باب ما جاء في الرياء» أي من النهي والتحذير وأنه شرك ينافي كمال التوحيد، والرياء مشتق من الرؤية، والمراد إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيُحمد صاحبها. والفرق بين الرياء والسمعة أن الرياء لما يرى من العمل كالصلاة، والسمعة لما يُسمع كالقراءة والوعظ والذكر ويدخل في ذلك التحدث بما عمله. قاله الحافظ ابن حجر.

(2) قوله: «وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} يقول تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد للناس إنما أنا بشر مثلكم - أي في البشرية - وليس لي من الربوبية ولا من الإلهية شيء بل ذلك لله وحده.

وقوله: {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} أي معبودكم واحد لا شريك له {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ} أي من كان يخشى البعث في الآخرة. رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. قال شيخ الإسلام [الفتاوى 6/ 488] : «أما اللقاء فقد فسّره طائفةٌ من السلف والخلف بما يقتضي المعاينة، وقالوا: لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى يوم القيامة .. » وذكر الأدلة على ذلك.

وقوله: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا} قال ابن القيم رحمه الله تعالى [الداء والدواء (136) ] : «العمل الصالح هو السالم من الرياء المقيد بالسنة» . وفي الآية دليل على أن أصل الدين الذي بعث الله به رسوله والمرسلين قبله هو إفراد الله تعالى بأنواع العبادة كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] والمخالف لهذا الأصل من هذه الأمة إما طاغوت ينازع الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام