ما جاء في الاستسقاء بالأنواء [1]
وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [2] [الواقعة: 82] .
(1) قوله: «باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء» أي من الوعيد، والاستسقاء نسبة مجيء المطر إلى الأنواء جمع نوء وهي منازل القمر الثمانية والعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة منها منزلة كما قال تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} [يس: 39] يسقط في المغرب كل ثلاث عشرة ليلة، منها منزلة مع طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلتها في ذلك الوقت من المشرق، ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوماً فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، قال شمر: «وهي بالعربية فيما أخبرني به ابن الأعرابي: الشرطان، والبطين، والنجم، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والحرثان، والعواء، و السماك، والغفر، والزبانا، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعايم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، وفرغ الدلو المقدم، وفرغ الدلو المؤخر، والحوت. ولا تستثني العرب بها كلها إنما تذكر بالانواء بعضها وهي معروفة في أشعارهم وكلامهم» . انتهى. وإنما سُمي نوءً لأنه إذا سقط القارب ناء الطالع أي نهض وطلع، وذلك النهوض هو النوء، وبعضهم يجعل النوء السقوط كأنه من الأضداد. وقال أبوعبيد: ولم يسمع في النوء أنه سقوط إلا في هذا الموضع، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها. وقال الأصمعي: إلى الطالع منها.
(2) قوله: «وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} روى الإمام أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم والضياء في المختارة عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} يقول شكركم {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} .