57 -باب ما جاء في اللّو [2]
(1) قال في «فتح المجيد» *: «وهنا سؤال: وهو أنه قد ورد في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات» ** وحديث: «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض» ***، وحديث: «أعوذ بوجهك الكريم» وأمثال ذلك في الأحاديث المرفوعة بالأسانيد الصحيحة أو الحسان. فالجواب: أن ما ورد من ذلك فهو في سؤال ما يقرب إلى الجنة أو ما يمنعه من الأعمال التي تمنعه من الجنة، فيكون قد سأل بوجه الله وبنور وجهه ما يقرب إلى الجنة .. » إلى آخره.
فأقول: هذا السؤال الذي أورده الشيخ رحمه الله تعالى وتكلَّف الجواب عنه ليس من السؤال بوجه الله، وإنما هو استعاذة بوجه الله، وفرق بين السؤال والاستعاذة، فتنبَّه لذلك.
** أخرجه الطبراني في الكبير من حديث عبدالله بن جعفر (المجمع 6/ 35) ، وقال الألباني في تخريج فقه السيرة للغزالي: ضعيف السند. (ص/132) .
*** أخرجه الطبراني في الكبير (8027) وهو ضعيف.
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (389) وقال: وهو إسناد صحيح.
(2) قوله: «باب ما جاء في اللّو» أي من الوعيد والنهي عنه عند الأمور المكروهة كالمصائب إذا جرى بها القدر لما فيه من الإشعار بعدم الصبر والأسى على ما فات مما لا يمكن استدراكه، فالواجب التسليم للقدر والقيام بالعبودية الواجبة وهي الصبر على ما أصاب العبد مما يكره، والإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان الستة، وأدخل المصنف رحمه الله تعالى أداة التعريف على «لو» وهي في هذا المقام لا تفيد تعريفاً كنظائرها؛ لأن المراد هنا اللفظ كما قال الشاعر:
رأيتُ الوليد بن اليزيد مباركاً ... شديداً بأعباء الخلافة كاهِلُه