بيان شيء من أنواع السحر [1]
قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر [2] ، حدثنا عوف، عن حيّان بن العلاء، حدثنا قَطَن بن قَبيصة، عن أبيه أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(1) قوله «باب بيان شيء من أنواع السحر» لما ذكر المصنف السحر وما جاء فيه وأنه كفرٌ، وأنه يجب قتل الساحر، ناسب أن يذكر شيئاً من أنواعه لكثرة وقوعها وخفائها، حتى اعتقد كثير من الناس أن من صدرت منه هذه الأمور من الأولياء، وعدّوها من كرامات الأولياء، وليس كل من جرى على يده شيء من خوارق العادة يكون ولياً لله؛ لأن العادة تنخرق بفعل الساحر والمشعوذ وخبر المنجم والكاهن بشيء من الغيب مما يخبره به الشياطين المسترقون للسمع، فأولياء الله هم المتبعون للرسول - صلى الله عليه وسلم - باطناً وظاهراً، ومن كان بخلاف ذلك فليس بمؤمن فضلاً عن أن يكون ولياً لله تعالى، فلو أن الرجل طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغتر به حتى يُنظر متابعته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وموافقته لأمره ونهيه.
(2) قوله: «قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر» هو المشهور بغندر الهذلي البصري، ثقة مشهور، مات سنة ست ومائتين أو سبع وأربعين ومائتين وله ست وثمانون سنة، «عن عوف» : هو ابن أبي جميلة بفتح الجيم، العبدي البصري المعروف بعوف الأعرابي، ثقة، مات سنة ست ومائتين «عن حيان» بالمثناة التحتية «ابن العلاء» ويقال حيان بن مخارق أبوالعلاء البصري، مقبول، «حدثنا قَطَن» بفتحتين أبوسهل البصري، صدوق «بن قبيصة عن أبيه» قَبيصة بفتح أوله وكسر الموحدة ابن المخارق بضم الميم وتخفيف المعجمة، أبوعبدالله الهلالي، صحابي نزل البصرة.