فهرس الكتاب
الصفحة 130 من 358

[القصص:56] .

19 -باب ما جاء أنَّ سببَ كُفر بني آدمَ وتركهم دينَهم هو الغُلُوُّ في الصالحين [1]

وقول الله عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [2] الآية [النساء: 171] .

(1) قوله: «باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين» : أراد المصنف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة أن يبيِّن أن الغلو في الصالحين يكون سبباً للخروج من الدين، فإن الشيطان يخرج الغلو فيهم في قالب محبتهم وأنه من الدين الذي يقرّبهم إلى الله تعالى، ويثابون عليه وهو يجر إلى أعظم الذنوب وهو الشرك بالله وعبادة من غلوا فيه

(2) قوله: «وقول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، والغلو هو الإفراط في التعظيم بالقول والفعل والاعتقاد، أي لا تجاوزوا الأمر المشروع في الدين ولا ترفعوا المخلوق عن منزلته التي أنزله الله وهي العبودية إلى المنزلة التي لا تنبغي إلا لله، والخطاب وإن كان لأهل الكتاب فإنه عام يتناول جميع الأمة تحذيراً لهم أن يفعلوا كفعل اليهود والنصارى، وبسبب الغلو وقع الشرك في العبادة في هذه الأمة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: ومن تشبَّه من هذه الأمة باليهود والنصارى، وغلا في الدين بإفراط فيه أو تفريط فقد شابههم، قال: وعليٌّ - رضي الله عنه - حرق الغالية من الرافضة، فأمر بأخاديد خُدّت لهم عند باب كندة فقذفهم فيها وقال:

لما رأيتُ الأمرَ مُنكَراً * * أجَّجتُ ناري ودعوتُ قُنبرا

يعنى مولى ليساعده على قذفهم في النار.

واتفق الصحابة على قتلهم لكن ابن عباس مذهبه أن يُقتلوا بالسيف من غير تحريق وهو قول أكثر العلماء. قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام ثم ظهر الشرك بسبب تعظيم قبور صالحيهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام