فهرس الكتاب
الصفحة 64 من 358

تفسير التوحيد، وشهادة أن لا إله إلاّ الله [1]

وقول الله تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَة [2]

(1) قوله: «باب: تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله» عطف الشهادة على التوحيد من عطف الدالّ على المدلول؛ لأن التوحيد هو مقتضى هذه الكلمة العظيمة الذي دلَّت عليه.

(2) قوله: «وقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ - وفي قراءة ابن زيد: تدعون - يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} الآية، أخبر تعالى في هذه الآيات أن الذين يدعونهم من الملائكة والأنبياء والصالحين لا يملكون كشف الضر عمَّن دعاهم - أي إزالته - بالكلية ولا تحويله من مكان إلى مكانٍ ولا من صفة إلى صفة، وتحويلاً: نكرة تعمُّ جميع أنواع التحويل، وأنهم: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} والذي يدعوهم قد عكس الأمر وطلب منهم ما لا قدرة لهم عليه. وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة. وروى البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان ناسٌ من الإنس يعبدون ناساً من الجن، فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم*.

وقال السدي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: عيسى وأمه وعزير والشمس والقمر. وقال مجاهد: عيسى وعزير والملائكة.

قال شيخ الإسلام [قاعدة التوسل 79] : «وهذه الأقوال كلها حق، فإن الآية تعم كل من كان معبوده عابداً لله، سواء كان من الملائكة أو من الجن أو البشر، والسلف يذكرون في تفسيرهم جنس المراد بالآية على نوع التمثيل كما يقول الترجمان لمن سأله: عن معنى الخبز؟ فيريه رغيفاً فيقول هذا، فالإشارة إلى نوعه لا

* ... أخرجه البخاري (4714) ، ومسلم (3030) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام