53 -باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت [1]
في الصحيح [2] عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يقولنّ أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة [3] ،
(1) قوله: «باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت» لما كان العبد لا غناء له عن ربه ومغفرته طرفة عين، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:15] نُهي عن قول اللهم اغفر لي إن شئت؛ لما فيه من إيهام الاستغناء عن مغفرة الله ورحمته، وذلك مضادّ للتوحيد. قاله في «الشرح» *.
(2) قوله: «في الصحيح» أي الصحيحين «عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت» **. قال القرطبي: «إنما نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن هذا القول لانه يدل على فتور الرغبة وقلة الاهتمام بالمطلوب، وكان هذا القول يتضمن أن هذا المطلوب إن حصل وإلا استغنى عنه. ومن كان هذا حاله لم يتحقق من حاله الافتقار والاضطرار الذي هو روح عبادة الدعاء، وكان ذلك دليلاً على قلة معرفته بذنبه وبرحمة الله. وأيضاً فإنه لا يكون موقناً بالإجابة، وقد قال عليه السلام «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل» ***.
(3) قوله: «ليعزم المسألة» قال القرطبي: أي ليجزم في طلبته ويحقق رغبته ويتيقن الإجابة فإنه إذا فعل ذلك دلّ على علمه بعظيم ما يطلب من المغفرة والرحمة وعلى أنه مفتقر إلى ما يطلب مضطر إليه، وقد وعد الله المضطر
* ... (ص/565) .
** أخرجه البخاري (6339) ، (7477) ، ومسلم (2679) .
*** أخرجه أبوداود (3725) ، وحسَّنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 164) رقم (2766) .