فهرس الكتاب
الصفحة 188 من 358

28 -باب ما جاء في التطيُّر [1]

وقول الله تعالى: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ (2) وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 131] [2] .

(1) قوله: «باب ما جاء في التطير» أي من النهي عنه والوعيد فيه. التطيُّر: مصدر تطيَّر يتطيَّر تطيُّراً، والطِّيَرة - بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تُسكن - اسم مصدر من تطيَّر طيرة كما يقال: تخيَّر خيَرة، ولم يجيء في المصادر على هذه الزنة غيرها، وأصله التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما، وهو الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي. قاله النووي. وكان ذلك يصدّهم عن مقاصدهم، فنفاه الشارع وأبطله وأخبر أنه لا تأثير له في جلب نفع ولا دفع ضر. قال المدائني: سألتُ رُؤبة بن العجاج. قلت: ما السانح؟ قال: ما ولاك ميامنه. قلت: فما البارح؟ قال: ما ولاّك مياسره، والذي يجيء من أمامك فهو الناطح والنطيح، والذي يجيء من خلفك فهو القاعد والقعيد. ولما كانت الطيرة من الشرك المنافي لكمال التوحيد الواجب لكونها من إلقاء الشيطان ووسوسته وتخويفه ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في «كتاب التوحيد» تحذيراً منها.

(2) قوله: (( وقول الله تعالى: {ألا إنما طائرهم عند الله} ) )ذكر تعالى هذه الآية في سياق قوله عن آل فرعون {فإذا جاءتهم الحسنة} أي الخصب والسعة والعافية كما فسره مجاهد وغيره {قالوا لنا هذه} أي نحن الجديرون والحقيقون بها ونحن أهلها {وإن تصيبهم سيئة} أي بلاء وقحط {يطيروا بموسى ومن معه} فيقولون هذا بسبب موسى وأصحابه أصبانا شؤمهم فقال تعالى: {ألا إنما طائرهم عند الله} قال ابن عباس: طائرهم ما قضى عليهم وقدر لهم، وفي رواية: شؤمهم عند الله ومن قبله، أي إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله، ولكن أكثرهم لا يعلمون أي: إن أكثرهم جُهّال لا يدرون، ولو

فهموا وعقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى -عليه السلام- إلا الخير والبركة والسعادة والفلاح لمن آمن به واتبعه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام