وينظرون في النجوم: ما
أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.
27 -باب ما جاء في النُّشرة [1]
عن جابر (2) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن النُّشْرَة فقال: «هي من عمل الشيطان» . رواه أحمد بسند جيد، وأبوداود وقال: سُئل أحمدُ عنها فقال: ابنُ مسعود يَكْرَهُ هذا كله [2] .
(1) قوله: «باب ما جاء في النُّشرة» النُّشرة: بضم النون كما في «القاموس» ، قال في «النهاية» [5/ 46 - 47] : «النُّشرة ضرب من العلاج والرقية يعالج به من يُظَنُّ أن به مسَّاً من الجن، سُميت نُشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء، أي يُكشف ويُزال. قال الحسن: النُّشرة من السحر، وقد نَشَّرت عنه تنشيراً، ومنه الحديث: «لعلّ طبّاً أصابه» ثم نَشَّره بقل أعوذ برب الناس «أي رقاه» . انتهى. وقال ابن الجوزي [غريب الحديث 2/ 408] : «النشرة حل السحر عن المسحور، ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر» .
(2) قوله: «عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن النشرة فقال: «هي من عمل الشيطان» . رواه أحمد بسند جيد وأبوداود» *.
قوله: «سُئل عن النشرة» والألف واللام في النشرة للعهد، أي النشرة المعهودة، التي كان أهل الجاهلية يصنعونها، هي من عمل الشيطان «وقال أبوداود: سُئل أحمد عنها. فقال: ابنُ مسعودٍ يكرهُ هذا كله» . أراد أحمد أن ابنَ مسعود يكره النشرة التي هي من عمل الشيطان كما يكره تعليق التمائم مطلقاً. قاله في «فتح المجيد» **.
* أبوداود (3868) ، وأحمد (3/ 294) ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 733) رقم (3277) .
قلت: والكراهة في عرف السلف كراهة التحريم. أما النشرة بالتعويذ والرُّقى بأسماء الله وكلامه من غير تعليق، فلا أعلم أحداً كرهه. قاله في «الشرح» *.