فهرس الكتاب
الصفحة 269 من 358

46 -باب التسمِّي بقاضي القضاة ونحوه [1]

في الصحيح (2) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أخنعَ اسمٍ عند الله رجلٌ تسمَّى مَلِكَ الأملاك، لا مَالِكَ إلا الله» [2] .

(1) قوله: «باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه» ذكر المصنف رحمه الله هذه الترجمة: إشارة إلى النهي عن التسمي بقاضي القضاة، قياساً على ما في حديث الباب؛ لكونه شبهة في المعنى فينهى عنه. قاله في «فتح المجيد» *.

(2) قوله: «في الصحيح» أي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمّى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله» ** لأن هذا اللفظ إنما يصدق على الله تعالى فهو ملك الأملاك لا مَلِكَ أعظم منه ولا أكبر منه مالك الملك ذو الجلال والإكرام، وكل ملك يؤتيه الله من يشاء من عباده فهو عارية يسرع ردها إلى المعير وهو الله تعالى ينزع الملك من ملكه تارة وينزع الملك منه تارة فيصير لا حقيقة له سوى اسم زال مسماه، وأما رب العالمين فملكه دائم كامل لا انتهاء له، بيده القسط يخفضه ويرفعه، ويحفظ على عباده أعمالهم بعلمه سبحانه وتعالى وما تكتبه الحفظة عليهم فيجازي كل عامل بعمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، كما ورد في الحديث: «اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، أسألك من الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله» ***.

قوله: «إن أخنع» اسم، ذكر المصنف أن معناه أوضع، وهذا التفسير رواه مسلم عن الإمام أحمد عن أبي عمرو الشيباني، قال عياض: معناه أنه أشد

الأسماء صغاراً. وبنحو ذلك فسر أبوعبيد، والخانع: الذليل. وخنع الرجل: ذلَّ

** أخرجه البخاري (6209) و (6206) ، ومسلم (2143) .

*** أخرجه أحمد (38/ 378) ط. الرسالة من حديث حذيفة - رضي الله عنه - بنحوه وقال المحقق: إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن حذيفة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام