فهرس الكتاب
الصفحة 328 من 358

65 -باب لا يُستشفع بالله على خلقه [1]

عن جبير بن مطعم [2] قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول

(1) قوله: «باب لا يُستشفع بالله على خلقه» الاستشفاع بالله طلب الشفاعة به في حصول الشيء، أي جعله واسطة في ذلك، وهذا لا يليق بجلال الله سبحانه لأنه الكبير المتعال الذي لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، فكيف يُستشفع به عند أحد من خلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

(2) قوله: «عن جبير بن مطعم» بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي، يُكنى أبا محمد، كان من أكابر قريش وعلماء النسب، أسلم قبل الفتح، ومات في خلافة معاوية بالمدينة سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين - رضي الله عنه - قال: «جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، نهكت الأنفس - أي هزلت -، وجاع العيال، وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك» والاستسقاء طلب السقيا «فإنا نستشفع بالله عليك» أي نطلب الشفاعة به في حصول المطر «وبك على الله» . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، سبحان الله» فما زال يسبح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه» * قال شيخ الإسلام: «وهذا يبيّن أن معنى الاستشفاع بالشخص في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هو الاستشفاع بدعائه وشفاعته ليس هو السؤال بذاته، فإنه لو كان هذا السؤال بذاته لكان سؤال الخلق بالله تعالى أولى من سؤال الله بالخلق، ولكن لما كان معناه هو الأول أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: «نستشفع بالله عليك» ولم ينكر قوله: «نستشفع بك على الله» ؛ لأن الشفيع يسأل المشفوع إليه أن يقضي حاجة الطالب، والله تعالى لا يسأل أحداً من عباده أن يقضي حوائج خلقه». انتهى.

* أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 224) ، وأبوداود (4726) ، وضعَّفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (1017) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام