فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 358

فوالله لأن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من

حُمْر النَّعَم» [1] . يدوكون: أي يخوضون.

6 -باب

(1) وفيه الدعوة بالحكمة لقوله «أخبرهم بما يجب عليهم» ومعرفة حق الله في الإسلام. قاله المصنف رحمه الله.

وهذا مما يدل على أن الأعمال من الإيمان خلافاً للأشاعرة والمرجئة في قولهم أنه القول، وزعموا أن الإيمان مجرد التصديق. وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: «فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها"ولما قاتل أبوبكر الصديق مانعي الزكاة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، قال له عمر: كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها؟"*. قال أبوبكر: إن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدّونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم على منعها. فدلّ على أنَّ النطق بكلمتي الشهادة دليل العصمة لا أنه عصمة، أو يقال هو العصمة لكن بشرط العمل.

قوله: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النَّعَم"** بضم الحاء وسكون الميم، والنَّعَم بفتح النون والعين المهملة وهي أنفَس الأموال عند العرب."

وفيه: الحلف على الفتيا وثواب من اهتدى على يديه رجل واحد. قاله المصنف رحمه الله تعالى.

وفيه: تشبيه أمور الآخرة بأمور الدنيا للتقريب إلى الأفهام وإلا فذرّة من الآخرة خير من الدنيا وأمثالها. قاله النووي.

* أخرجه البخاري (7248) (7285) ، ومسلم (22) .

** أخرجه البخاري (2942) و (309) و (3701) و (4210) و (4210) و (2406) ومسلم (4/ 1871، 1872) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام