بساحتهم [1] ، ثم ادعهم إلى الإسلام [2] ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه [3] ،
(1) قوله: «حتى تنزل بساحتهم» ساحتهم: ما قرب من حصونهم.
(2) قوله: «ثم ادعهم إلى الإسلام» بزيادة ثم كما وقع في حديث بريدة في صحيح مسلم، وذكرها يوهم الابتداء بغير الدعوة إلى الإسلام، والصواب إسقاطها كما روى أبوداود وأبوعبيد في كتاب الأموال، وكماجاء مصرحاً بذلك في حديث ابن عباس الذي في الصحيحين المذكور أول الباب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بعث معاذاً إلى اليمن قال: «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله» ، وهنا أمره أن يدعوهم إلى الإسلام الذي دلَّت عليه شهادة أن لا إله إلاّ الله، وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة. وهكذا ينبغي لأهل الإسلام أن يكون قصدهم بالجهاد هداية الخلق إلى الإسلام والدخول فيه، وينبغي لولاة الأمر أن يكون هذا معتمدهم ومرادهم ونيتهم.
وفيه: الدعوة إلى الإسلام قبل القتال، وأنه مشروعٌ لمن دُعُوا قبل ذلك وقُوتلوا. قاله المصنف رحمه الله. لكن إن كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالهم ابتداءً؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بني المصطلق وهم غارُّون. قاله في «فتح المجيد» *.
قال شيخ الإسلام [الفتاوى 7/ 263] : «والإسلام هو الاستسلام لله وهو الخضوع له والعبودية له، كذا قال أهل اللغة» ، وقال [الفتاوى 7/ 286] : «دين الإسلام الذي ارتضاه الله، وبعث به رسله هو الاستسلام لله وحده فأصله في القلب والخضوع لله وحده بعبادته دون ما سواه، فمن عبده وعبد معه إلهاً آخر لم يكن مسلماً، ومن استكبر عن عبادته لم يكن مسلماً، وأما الإيمان فأصله تصديق القلب وإقراره ومعرفته، فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القلب» . انتهى.
(3) قوله: «وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه"، أي في الإسلام كالصلاة والزكاة وغيرهما مما أمر الله به وشرعه من حقوق لا إله إلا الله."