ودعا له [1] ، فبرأ [2] ، كأن لم يكن به وجع،
فأعطاه الراية [3] فقال: «انفذ على رِسْلِك [4] حتى تنزل
(1) قوله: «فبصق» بفتح الصاد أي تفل «في عينيه ودعا له» .
(2) قوله: «فبرأ» - هو بفتح الراء والهمزة - أي: عوفي في الحال عافية كاملة كأن لم يكن به وجع من رمد ولا ضعف بصر، وعند الطبراني من حديث علي: فما رمدت ولا صدعت منذ دفع النبي - صلى الله عليه وسلم - إليَّ الراية.
وفيه: أن من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء.
وقوله: «لأعطينَّ الراية غداً» علم من أعلام النبوة، وتفله في عينيه علم من أعلامها أيضاً. قاله المصنف.
(3) قوله: «فأعطاه الراية» وفيه الإيمان بالقدر لحصولها، لمن لَم يسعَ لها ومنعها عمَّن سعى، قاله المصنف رحمه الله تعالى. وفيه: أن فعل الأسباب المباحة أو الواجبة أو المستحبة لا ينافي التوكل. قاله في «فتح المجيد» *.
(4) قوله: «وقال: انفذ على رسلك» بضم الفاء، أي امض، ورسلك بكسر الراء وسكون السين أي على رفقك، أمره أن يسير إليهم على رفق من غير عجلة.
وفيه: الأدب في قوله: «على رسلك» . قاله المصنف رحمه الله.