تفسير التوحيد، وشهادة أن لا إله إلاّ الله
َ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ الآية [الإسراء:57] .
وقوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي} [1] الآية [الزخرف:26 - 27] .
(1) إلى عينه، وليس مرادهم بذلك تخصيص نوع دون نوع مع شمول الآية للنوعين، فالآية خطاب لكل من دعا من دون الله مدعواً وذلك المدعو يبتغي إلى الله الوسيلة ويرجو رحمته ويخاف عذابه". انتهى."
وفي هذه الآية الرد على من يدعو صالحاً ويقول أنا لا أشرك بالله شيئاً، الشرك عبادة الأصنام.
قوله: «وقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} يخبر تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء أنه تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان. فقال: إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني، فعبَّر عن هذه الكلمة العظيمة لا إله إلا الله بمعناها الذي دلَّت عليه ووضعت له من البراءة من كل ما يُعبد من دون الله كالكواكب والأصنام والأوثان والأنداد التي يعبدها المشركون، فعبر عن المنفي بها بقوله إنني براء مما تعبدون، وعبَّر عما أثبته بقوله إلا الذي فطرني، فلم يستثن في المعبودات إلا الذي فطره. وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة.
وقوله: {فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} لدينه.
قوله: {وَجَعَلَهَا} يعني كلمة التوحيد لا إله إلا الله كلمة باقية في عقبه أي في ذريته. قال قتادة: لا يزال في ذريته من يعبد الله ويوحده لعلهم يرجعون إليها. وقال السدي: لعلهم يتوبون ويرجعون إلى طاعة الله عز وجل.