[الكهف:110] .
عن أبي هريرة مرفوعاً: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركتُه وشركَه» . رواه مسلم [1] .
(1) في ربوبيته وإلاهيته، ويدعو الناس إلى عبادته، أو طاغوت يدعو الناس إلى عبادة الأوثان، أو مشرك يدعو غير الله ويتقرب إليه بأنواع العبادة أو بعضها، أو شاك في التوحيد أو جاهل يعتقد أن الشرك دين يقرب إلى الله، وهذا هو الغالب على أكثر العوام لجهلهم وتقليدهم من قبلهم لما اشتدت غربة الدين ونُسي العلم بدين المرسلين.
وقوله {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} و «أحداً» نكرة في سياق النهي تعم كل أحدٍ، سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو غيرهم. وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة. وفيه: معرفة تفسير آية الكهف. قاله المصنف. وفيها: دليل على الشهادتين، وتسمية الرياء شركاً، والتصريح بأن الشرك الواقع من المشركين إنما هو في العبادة، والرد على من قال: أولئك يستشفعون بالأصنام ونحن نستشفع بصالح. قاله في «الشرح» *. ...
قوله: «وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً قال الله تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه» . رواه مسلم» **. ولابن ماجه «فأنا منه برئ وهو للذي أشرك» ***. قال الطيبي: الضمير المنصوب في قوله: «تركته» يجوز أن يرجع إلى العمل.
قلت: وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة. قال ابن رجب: «واعلم أن العمل لغير الله أقسام: تارة يكون رياءً محضاً كحال المنافقين الذين يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً، وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض
الصلاة والصيام، وقد يصدر في فرض الصدقة الواجبة أو الحج أو غيرهما من
* ... (ص/453 - 454) .
** أخرجه مسلم (2985) .
*** أخرجه ابن ماجه (4255) ، والإمام أحمد (2/ 301، 435) .