[البقرة: 165] .
وقوله: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} - إلى قوله - {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [1]
(1) لازم محبة الله محبة أنبيائه ورسله وملائكته وكتبه والصالحين من عباده وكراهة ما يكرهه الله سبحانه، ومعاداة أعدائه وموالاة أوليائه، فلا تحصل كمال محبة الله الواجبة إلا بكمال ذلك وإيثاره على ما تهواه النفوس، فمن ادّعى محبة الرسول بدون متابعته وتقديم قوله فقد كذب. وذكر أبوبكر الكناني أن الأسباب الجالبة لمحبة الله عشرة:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أُريد به. الثاني: التقرب إل الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض. الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر هذا. الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى. الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها. السادس: مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة. السابع - وهو أعجبها: انكسار القلب بين يديه. الثامن: الخلوة وقت النزول الإلهي وتلاوة كتابه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة. التاسع: مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطيب ثمرات كلامهم ولا تتكلم إلا إذا ترجّحت مصلحة الكلام وعلمتَ أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك. العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب. وفيه: معرفة تفسير آية البقرة، وأن من اتخذ نداً تساوى محبته محبة الله فهو الشرك الأكبر، وإن من المشركين من يحب الله حباً شديداً.
قاله المصنف رحمه الله تعالى.
قوله: «وقول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}