إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلا [النساء:51] .
وقوله تعالى: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّه [1]
(1) المصنف رحمه الله. وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة.
قوله: «وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ} قال البغوي: قل يا محمد {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} أخبركم {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ} يعني قولهم: لم نرَ أهل دين أقل حظاً في الدنيا والآخرة منكم ولا ديناً شراً من دينكم، فذكر الجواب بلفظ الابتداء وإن لم يكن الابتداء شراً، كقوله: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ} .
وقوله: {مَثُوبَةً} أي ثواباً وجزاءً، نصب على التفسير.
قوله: {عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} أي هو من لعنه الله وغضب عليه يعني: اليهود، وجعل منهم القردة والخنازير، فالقردة أصحاب السبت، والخنازير كفار مائدة عيسى، وعن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المسخين كلاهما من أصحاب السبت فشبابهم مُسخوا قردة وشيوخهم مُسخوا خنازير. وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القردة والخنازير هي مما مسخ الله؟ فقال: «إن الله لم يهلك أُمّة، أو قال لم يمسخ قوماً فجعل لهم نسلاً، وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك» . رواه مسلم*.