فهرس الكتاب
الصفحة 157 من 358

ِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ [1] أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة:60] .

وقوله: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [2]

(1) قوله: « {وعبد الطاغوت} أي: وجعل منهم من عبد الطاغوت أي أطاع الشيطان فيما سوَّل له، وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة، وفيه معرفة تفسير الآية. قاله المصنف رحمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام في قوله {وعبد الطاغوت} [الفتاوى 14/ 455] : «الصواب أنه معطوف على ما قبله من الأفعال، أي من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير، ومن عبد الطاغوت، فهو فعل ماض معطوف على ما قبله من الأفعال الماضية، لكن الأفعال المتقدمة الفاعل فيها

* أخرجه مسلم (2663) ، وأحمد (1/ 390، 433، 445، 466) .

(2) هو اسم الله مظهراً ومضمراً، وهنا الفاعل اسم من عبد الطاغوت وهو الضمير في عَبَد، ولم يعد سبحانه لفظ «من» لأنه جعل هذه الأفعال كلها صفة لصنف واحد، وهم اليهود».

وقوله: {أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا} ممن تظنون بنا {وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} .

وقوله: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين، أحدهما: أنهم المسلمون، والثاني: أنهم المشركون. وعلى القولين فهم مذمومون على ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد» - يحذر ما صنعوا -. رواه البخاري ومسلم*، ولما فعلته اليهود والنصارى جرَّهم ذلك إلى الشرك، وما فعلته اليهود والنصارى ستفعله هذه الأمة. وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة كما في حديث أبي سعيد الآتي. وفيه: معرفة تفسير الآية. قاله المصنف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام