فهرس الكتاب
الصفحة 158 من 358

[الكهف:21] .

عن أبي سعيد [1] - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتتبعُنَّ سَنَن مَنْ كان قبلكم حَذو القُذّة بالقُذّة، حتى لو دخلوا جُحر ضَبٍّ لدخلتموه [2] » .

قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ [3] .

(1) قوله: «عن أبي سعيد» سعد بن مالك بن سنان الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتتبعنّ سَنن من كان قبلكم» بفتح المهملة وقد تضم والفتح أولى. قاله المهلب, أي: طريق من كان قبلكم «حذوَ القذة بالقذة» بنصب حَذو على المصدر، والقُذة بضم القاف واحدة القذذ وهو ريش السهم، أي لتتبعنّ طريقهم في كل ما فعلوه وتشبهوهم في ذلك كما تشبه قُذّة السهم القذة الأخرى، وبهذا تظهر مناسبة الآيات للترجمة، وقد وقع كما أخبر وهو علم من أعلام النبوة.

(2) قوله: «حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» ** وفي حديث آخر: «حتى لو

* أخرجه البخاري (1330، 4441) ، ومسلم (529) .

** تقدم تخريجه (ص/94) .

(3) كان فيهم من يأتي أُمَّه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك».

وقوله: «قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟» هو برفع اليهود خبر مبتدأ محذوف أي: أهم اليهود والنصارى الذين نتبع سننهم؟ ويجوز النصب بفعل محذوف تقديره: تعني.

وقوله: «فمن؟» استفهام إنكاري، أي: فمن هم غير أولئك؟. وفي رواية أبي هريرة عند البخاري أنه فسّرهم بفارس والروم، والتفسير ببعض الأمم لا ينفي التفسير بأمة أخرى، إذ المقصود التمثيل لا الحصر. قاله في «الشرح» *.

قال شيخ الإسلام: «وهذا خرج مخرج الخبر والذمّ لمن يفعله كما كان يخبر عما يكون بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرّمة» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام