«ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يُستشهدون،
ويخونون ولا يُؤتمنون [1] ، وينذرون ولا يُوفون [2] ، ويظهر فيهم السِّمَنُ [3] ».
وفيه [4] عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قومٌ تسبق شهادةُ أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه» .
(1) «خير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها» * لأن الأول في حقوق الآدميين، وهذه في حقوق الله التي لا طالب لها. وقيل الأول في الشهادة على الغيب في أمر الخلق فيشهد أنه من أهل النار، والآخرين بغيره، وقيل أن يتحملوا الشهادة من غير تحميل. قاله في «إبطال التنديد» **.
وفيه: ذم الذين يشهدون ولا يستشهدون. قاله المصنف.
قوله: «ويخونون ولا يُؤتمنون» أي لخيانتهم الظاهرة بحيث لا يُعتمد عليهم. قاله في «إبطال التنديد» ***.
(2) قوله «وينذرون ولا يُوفون» لا يعارض حديث النهي عن النذر، وإنما هو تأكيد لأمره وتحذير من التهاون به بعد إيجابه. قاله في «إبطال التنديد» .
(3) قوله: «ويظهر فيهم السِّمن» أي يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن. قاله في «إبطال التنديد» .
(4) قوله: «وفيه» أي صحيح مسلم «عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة
* أخرجه أحمد (28/ 294) بنحوه، طبعة الرسالة، وقال المحقق «حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف» .
** (ص/301) . ...
*** (ص/301) .
(ص/301 - 302) .
(ص/302) .