فهرس الكتاب
الصفحة 318 من 358

ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». قال عمران: فلا أدري

أذكَرَ بعد قرنه مرتين أو ثلاثاً [1] ،

(1) يتلقاه من جبريل عليه السلام، وخصَّهم بالقتال بين يدي نبيه ونصرته وحمايته، وإذلال الكفر وإخماده، ورفع منار الإسلام وإعلائه، وحفظهم القرآن الذي كان ينزل نجوماً فأهّلهم الله لحفظه حتى لم يضيع منه حرف واحد، فجمعوه ويسَّروه لمن بعدهم وفتحو البلاد والأقاليم للمسلمين ومهدوها لهم، وحفظوا أحاديث نبيهم عليه الصلاة والسلام في صدورهم وأثبتوها على ما ينبغي من عدم اللحن واللغط والسهو والغفلة، فوضعهم في الحفظ والضبط لا يمكن الإحاطة به ولا يصل إليه أحد، فجزاهم الله عن أمة نبيه خيراً، لقد أخلصوا لله الدعوة، وذَبُّوا عن دينه بالحُجَّة». انتهى ملخصاً.

قوله: «ثم الذين يلونهم» أي قرن التابعين، فُضِّلوا على من بعدهم لظهور الإسلام فيهم وكثرة الداعي إليه والراغب فيه، وما ظهر فيهم من البدع أُنكر وأُزيل كبدعة الخوارج والقدرية والرافضة، فهذه البدع وإن كانت قد ظهرت فيه فأهلها في غاية الذل والهوان والقتل لمن عاند منهم ولم يتبْ.

قوله: «ثم الذين يلونهم» فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثاً». هذا شك من راوي الحديث عمران بن حصين، قال القرطبي: «ما شك فيه عمران تحقيقه في حديث ابن مسعود حيث ذكر بعد قرنه ثلاثاً» . انتهى. والمشهور في الروايات أن القرون المفضلة ثلاثة، والثالث دون الأولين في الفضل لكثرة البدع فيه، لكن العلماء متوافرون والإسلام فيه ظاهر والجهاد فيه قائم، ثم ذكر ما يقع بعد القرون الثلاثة من الجفاء في الدين وكثرة الأهواء.

وفيه: ثناؤه - صلى الله عليه وسلم - على القرون الثلاثة أو الأربعة، وذكر ما يحدث بعدهم. قاله المصنف رحمه الله.

قوله: «ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون» لاستخفافهم بأمر الشهادة وعدم تحرِّيهم الصدق لقلة دينهم وضعف إسلامهم، ولا يعارض هذا حديثَ:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام