فهرس الكتاب
الصفحة 316 من 358

ولا يُزكيهم

ولهم عذابٌ أليم [1] : أُشيمطٌ زانٍ [2] ، وعائل مستكبر [3] ، ورجلٌ جعل اللهَ بضاعته [4] ، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه». رواه الطبراني بسند صحيح.

وفي الصحيح [5] عن عمران بن حُصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «خيرُ

(1) أصحاب الحديث، وغيرهم من أصحاب الشافعي، وأحمد، وسائر الطوائف، كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82] ، فأتى بالحروف الدالة على الاستقبال، والأفعال الدالة على الحال والاستقبال أيضاً. وذلك في القرآن كثير». انتهى.

قوله: «ولا يزكيهم» أي لا يطهرهم «ولهم عذاب أليم» لما عظم ذنبهم عظمت عقوبتهم، فعُوقبوا بهذه الثلاث التي هي من أعظم العقوبات.

(2) قوله: «أشيمط زان» صغره تحقيراً له، والأشمط الذي قد اختلط شعره الأبيض بالأسود؛ لأن داعي المعصية قد ضعف في حقه فدل على أن الحامل له على الزنا محبته المعصية والفجور وعدم خشية الله عز وجل.

(3) قوله: «وعائل مستكبر» أي فقير؛ لأنه لا داعي له إلى الكبر، فإن الكبر إنما يحمل عليه في الغالب كثرة المال والنعم والرياسة، فاستكباره مع عدم الداعي يدل على أن الكبر طبيعة له، كامن في قلبه. وفيه: أن الذنب يعظم مع قلة الداعي. قاله المصنف.

(4) قوله: «ورجلٌ جعل اللهَ بضاعته» بنصب الاسم الشريف أي الحلف به جعله بضاعته لكثرة استعماله اليمين في بيعه وشرائه، وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة. وفيه: الوعيد الشديد فيمن لا يبيع ولا يشتري إلا بيمينه. قاله المصنف رحمه الله.

(5) قوله: «وفي الصحيح» أي صحيح مسلم عن عمران بن حُصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «خيرُ أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» قال عمران:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام