فهرس الكتاب
الصفحة 315 من 358

وعن سلمان [1] أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثةٌ لا يكلمهم اللهُ [2]

(1) فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وإن تزخرفت الدنيا للعاصي فعاقبتها اضمحلال وذهاب وعقاب. قاله في «فتح المجيد» *. وفيه: الإخبار بأن الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب. قاله المصنف.

قوله: «وعن سلمان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أُشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل اللهَ بضاعته لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه» . ورواه الطبراني بسند صحيح» * سلمان لعله سلمان الفارسي أبوعبدالله، أسلم مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وشهد الخندق، روى عنه أبوعثمان النهدي وشرحبيل بن السمط وغيرهما، قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «سلمان منا أهل البيت، إن الله يحب من أصحابي أربعة: علياً وأباذر وسلمان والمقداد» **. أخرجه الترمذي، توفي في خلافة عثمان - رضي الله عنه -، ويحتمل أنه سلمان ابن عامر بن أوس الضبي.

(2) قوله: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله» هذا وعيد شديد في حقهم، ونفيُ كلامه تعالى وتقدس عن هؤلاء العصاة دليل على أنه يكلم من أطاعه ويكلمونه في عرصات القيامة، وأن الكلام صفة من صفات كماله، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة أظهر شيء وأبينه. وفيه: الرد على الجهمية والأشاعرة نفاة الكلام. قال في «فتح المجيد» ***: «والذي عليه أهل السنة والجماعة من المحققين قيام الأفعال بالله سبحانه، وأن الفعل يقع بمشيئته تعالى وقدرته شيئاً فشيئاً، ولم يزل متصفاً به. فهو حادث الآحاد، قديم النوع، كما يقول ذلك أئمة

* أخرجه الطبراني في الكبير رقم (6111) ، وفي الصغير (2/ 21) ، وفي الأوسط (166 - مجمع البحرين) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3072) .

** رواه الطبراني في الكبير (6/ 260 - 261) ، والحاكم (3/ 598) . قال الألباني: ضعيف جداً، وذكر أنه يصح موقوفاً على علي - رضي الله عنه -. انظر: ضعيف الجامع (3272) ، والضعيفة (3704) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام