فهرس الكتاب
الصفحة 277 من 358

فذهب عوفٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره فوجد القرآن قد سبقه [1] ، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ارتحل وركِبَ ناقته [2]

(1) الغيبة والنميمة وبين النصيحة لله ورسوله، فذكر أفعال المنافقين والفساق لولاة الأمور ليزجروهم ويقيموا عليهم أحكام الشريعة ليس من الغيبة والنميمة». انتهى.

قوله: «فوجد القرآنَ قد سبقه» أي جاء الوحي من الله بما قالوه. وفيه: دلالة على علم الله وقدرته وإلهيته، وأن محمداً عبده ورسوله.

(2) قوله: «فجاء ذلك الرجل» تقدم أنه ابن أُبيّ، رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر، لكن ردَّه ابن القيم بأن ابن أُبيٍّ تخلّف عن غزوة تبوك. قال ابن إسحاق: «وقد كان جماعة من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد بن عمرو بن عوف ورجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له مخشي بن حمير يشيرون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو منطلق إلى تبوك فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً؟ والله لكأنا بكم غداً مقرّنين في الحبال. إرجافاً وترهيباً للمؤمنين، فقال مخشي بن حمير: والله لوددتُ أني أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وأنَّا ننقلب أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني لعمار بن ياسر: أدرك القوم فقد احترقوا، فسَلْهُم عما قالوا، فإن أنكروا فقل: بلى، قلتم كذا وكذا. فانطلق إليهم عمار فقال لهم ذلك فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتذرون إليه، فجعل وديعة بن ثابت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف على راحلته وهو آخذ بحقبها يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب .. فقال مخشي ابن حمير: يا رسول الله، قعد بي اسمي واسم أبي، فكان الذي يتمناه أي بقوله: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً} [التوبة:66] في هذه الآية مخشي بن حمير فسُمي عبدالرحمن وسأل الله أن يقتل شهيداً لا يعلم بمكانه، فقُتل يوم اليمامة فلم يُوجد له أثر» .انتهى. وقال عكرمة: كان رجل ممن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام