فهرس الكتاب
الصفحة 275 من 358

-دخل حديث بعضُهم في بعض - [1]

(1) وأصحابه القُرّاء -، فقال له عوف بن مالك: كذبتَ، ولكنّك منافق، لأخبرنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -. فذهب عوفٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ارتحل وركِبَ ناقته - فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوضُ ونلعب ونتحدَّثُ حديثَ الركبِ نقطَعُ به عناء الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بنسعَة ناقةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن الحجارة لتنكبُ رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: {أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} ؟. ما يلتفت إليه، وما يزيده عليه» * هذا الأثر ذكره المصنف مجموعاً من رواية ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، وقد ذكره قبله شيخ الإسلام. فأما أثر ابن عمر فرواه ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما بنحو مما ما ذكره، وأما أثر محمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة فهي معروفة لكن بغير هذا اللفظ، وابن عمر هو: عبدالله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -، ومحمد بن كعب هو محمد بن كعب بن سليم أبوحمزة القرظي المدني. قال البخاري: إن أباه كان ممن لم يثبت من بني قريظة، وهو ثقة عالم مات سنة عشرين ومائة، وزيد بن أسلم هو: مولى عمر بن الخطاب، والد عبدالله وإخوته، يُكنى أبا عبدالله، ثقة مشهور، مات سنة ست وثلاثين ومائة. وقتادة هو: ابن دعامة السدوسي.

قوله: «دخل حديث بعضهم في بعض» أي أن الحديث مجموع من رواياتهم.

قوله: «أنه قال رجل» لم أقف على تسمية القائل أبهم اسمه في جميع الروايات التي وقفت عليها إلا أن في بعض الروايات أنه عبدالله بن أبيّ، لكن ردّه ابن القيّم بأن ابن أُبيّ تخلَّف عن غزوة تبوك.

* أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير (10/ 119) . انظر الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل الوادعي (ص/122 - 123) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام