فهرس الكتاب
الصفحة 240 من 358

طوبى لعبدٍ [1] آخذٍ بعنان

(1) صار مستعبداً لها معتمداً على غير الله فيها فلا يبقى معه حقيقة العبودية، ولا حقيقة التوكل على الله بل فيه شعبة من العبادة لغير الله، وشعبة من التوكل على غير الله، وهذا من أحق الناس بقوله - صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة» ، وهذا عبد لهذه الأمور، ولو طلبها من الله فإن الله إذا أعطاه إياها رضي وإن منعه إياها سخط، وإنما عبدالله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله، ويحب ما أحب الله ورسوله، ويبغض ما أبغض الله ورسوله، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله، فهذا الذي استكمل الإيمان». انتهى ملخصاً. وفيه: تسمية المسلم عبدالدينار والدرهم والخميصة، وتفسير ذلك بأنه إن أُعطي رضي، وإن لم يُعط سخط. وقوله: «تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش» قاله المصنف رحمه الله، والمراد أن من كانت هذه حاله فإنه يستحق أن يُدعى عليه بما يسؤوه في العواقب ومن كانت هذه حاله فلابد أن يجد أثر هذه الدعوات في الوقوع فيما يضره في عاجل دنياه وآجل أخراه. قاله في «فتح المجيد» *.

قوله: «طوبى لعبد» قال أبوالسعادات [النهاية 3/ 128] : «طوبى اسم الجنة، وقيل: شجرة فيها» ، ويؤيد هذا ما روى ابن وهب بسنده عن أبي سعيد قال: قال رجل: يا رسول الله، وما طوبى؟ قال: «شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها» . ورواه الإمام أحمد، حدثنا حسن بن موسى، سمعت عبدالله بن لهيعة، حدثنا درّاج أبوالسمح، أن أبا الهيثم حدّثه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رجلاً قال: يا رسول الله، طوبى لمن رآك وآمن بك. قال: «طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى ثم طوبى ثم طوبى ... لمن آمن بي ولم يرني» . قال رجل: وما طوبى؟ قال: «قال شجرة في الجنة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام