عبدُالخميلة [1] ، إن أُعطيَ رضي، وإن لم يُعطَ سَخِط، تعس وانتكَس [2] ، وإذا شِيكَ فلا انتقش [3] ،
(1) وقوله: «تعس عبد الخميلة» بفتح الخاء المعجمة. قال أبوالسعادات [النهاية 2/ 76] : «الخمل والخميلة: القطيفة، وهي ثوب له خَمْل من أي شيء كان» .
(2) وقوله: «تعس وانتكس» قال الحافظ: «أي عاوده المرض» . وقال أبوالسعادات [النهاية 5/ 101] : «أي انقلب على رأسه، وهو دعاء عليه بالخيبة؛ لأن من انتكس في أمره فقد خاب وخسر» .
(3) وقوله: «وإذا شيك فلا انتقش» قال أبوالسعادات [النهاية 2/ 455] : «أي إذا شاكته شوكة فلا يقدر على انتقاشها وهو إخراجها بالمنقاش» . قال شيخ الإسلام [الفتاوى10/ 180 - 190] : «سمّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، وذكر فيه ما هو دعاء وخبر وهو قوله: «تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش» وهذه حال من [إذا] أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب، ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عَبَد المالَ، وقد وصف بأنه «إن أُعطي رضي وإن منع سخط» ، كما قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58] ، فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله، وهكذا حال من كان متعلقاً برياسة أو بصورة أو نحو ذلك من أهواء نفسه إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية في الحقيقة رق القلب وعبوديته، فما استرقَّ القلب واستعبده فهو عبده، وهذه الأمور نوعان: فمنها ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك، فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه، فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه من غير أن يستعبده فيكون هلوعاً .. ومنها: ما لا يحتاج إليه العبد فهذا ينبغي له أن لا يعلق قلبه بها، فإذا تعلق قلبه بها صار مستعبداً لها، وربما