فرسه في سبيل الله [1] ، أشعثَ رأسُهُ [2] ، مُغْبَرَّةٍ قدمَاه [3] ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة [4] ، وإن كان في الساقة كان في الساقة [5] ،
إن استأذن لم يُؤذن له [6] ،
(1) مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها» *. وله شواهد في الصحيحين وغيرهما. قاله في «فتح المجيد» **.
وقوله: «آخذ بعنان فرسه في سبيل الله» أي في جهاد المشركين.
(2) قوله: «أشعث رأسه» بنصب أشعث صفة لعبد غير مصروف للوصف، ووزن الفعل، ورأسه مرفوع فاعل، أي: شغله الجهاد في سبيل الله عن التنعُّم بالادّهان وتسريح الشعر.
(3) وقوله: «مغبرّة قدماه» بالجر صفة ثانية لعبد. وفيه: فضل إصابة الغبار في سبيل الله. قاله في «الشرح» ***.
(4) وقوله: «إن كان في الحراسة» بكسر الحاء أي حماية الجيش عن أن يهجم عليهم العدو «كان في الحراسة» أي قام بواجبها غير مقصر فيها.
(5) قوله: «وإن كان في الساقة» أي مؤخّر الجيش «كان في الساقة» أي صار فيها ولزمها. وقال ابن الجوزي: «المعنى أنه خامل الذكر، لا يقصد السمو، فأي موضع اتفق له كان فيه» . وقال غيره: «المعنى ائتماره لما أُمر، وإقامته حيث أُقيم لا يفقد من مقامه.
وفيه: فضل الحراسة في سبيل الله. قاله في «الشرح» .
* أخرجه أحمد (3/ 71) (5/ 248) وكرره، والحاكم (3/ 86) ، وابن حبان (2303) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3923) (2/ 728) .
*** (ص/467) .
(ص/468) .
(6) وروى الإمام أحمد عن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير قال: قال عثمان - رضي الله عنه - وهو يخطب على المنبر: إني أُحدّثكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يمنعني أن أحدّثكم به إلا الظن بكم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يُقام ليلها ويُصام نهارها» *.
وقوله: «إن استأذن لم يُؤذن له» أي إن استأذن على الأمراء ونحوهم لم يُؤذن له؛ لأنه ليس له جاه ولا منزلة عندهم.