فهرس الكتاب
الصفحة 195 من 358

وله من حديث ابن مسعود مرفوعاً [1] : «الطيرةُ شرك، الطيرة شرك،

وما منا إلاّ [2] ...

(1) قوله: «وله» أي أبي داود عن «ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً: «الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا .. ولكن الله يذهبه بالتوكّل» . ورواه الترمذي وصححه وجعل آخره من كلام ابن مسعود» *. ورواه ابن ماجه وابن حبان ولفظ أبي داود «الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك» ثلاثاً. وهذا صريح في تحريمها وأنها من الشرك لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى، قال ابن حمدان: تكره الطيرة، وكذا قال غير واحد من أصحاب أحمد، وقال ابن مفلح [الآداب الشرعية 3/ 362] : «الأوْلَى القطع بتحريمها؛ لأنها من الشرك، وكيف يكون الشرك مكروهاً الكراهة الاصطلاحية؟» . قال: «ولعلّ مرادهم - يعني الأصحاب - بالكراهة التحريم» .

قلت: وما قاله هو موجب النصوص والقواعد تقتضيه؛ لأن الأحكام الخمسة لا

* أخرجه أبوداود (3910) ، والترمذي (1614) ، وابن ماجه (3538) ، وأحمد (1/ 389، 438، 440) . قال الألباني: صحيح. انظر: غاية المرام (303) .

(2) تُؤخذ إلا عن الله ورسوله، وقد قام الدليل الموجب للتحريم، فتعيّن القول به وحمل كلام من أطلق الكراهة عليه بلا تردد.

قوله: «وما منا إلا .. » قال أبوالقاسم الأصبهاني والمنذري: «في الحديث إضمار، والتقدير: وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك. قال بعضهم حذف المستثنى لما يتضمنه من الحالة المكروهة، وهذا من أدب الكلام. ومنه الحديث «ثلاث لا يسلم أحدٌ منهن: الطيرة، والحسد، والظن» قيل فما نصنع؟ قال: «إذا تطيّرت فامضِ، وإذا حسدت فلا تبغِ، وإذا ظننت فلا تحقق» *.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام